مساحة من اللاوعي


نافذة مغلقة
سحابات خيال فوق رأسي
صوره مفروشة على بساط الذاكرة
وهنا وهناك متشح بالشوق
ذاكرة مكتضة به
ويدان ممتلئتان منه
وكله يترسب في داحلي
كصخور تتكوم قرونا عدة
لتكون طبقات اشتياق لا حدود له
حرفه يبرز على شفتي
فأبلعه قبل أن يبتسم جفني
وأخاله أمامي في ضوء الخيال
أخاف من نفسي حين أناقشه موضوعا
أو أكتسبه طعما
أو حتى حين أسكبه عطرا على ملابسي
أخاف أن ينتهي فلا اجده مرة أخرى
فأغمض عيني بين خيالاته
"
أشعر بخطواته تنبش جسدي
وتعزف فيه موسيقى لذيذة
أعيش دون وعي حين أراقصه
يمسك يدي ويقبل أناملي واحدة واحدة
كأنه يلتهم أصابعي التهاما
يقرع الطبول في صدري
هي طبول الحرية
يقدم لي أجنحة من عينيه
أشاهد العالم من زاوية أخرى
حيث كل المدن ملونة بالفرح
تبتسم كابتسامات الأطفال
الشوارع مزينة بالضحكات
والسماء تمطر حكايا لأجمل الرقصات
ودندنة البحر تغري
أتنفس بعمق واغمض عيني أكثر
لا أريد أن أستيقظ
أريد أن أرحل فيه
أسافر عبر مسامه وأنفاسه
فيفاجأني رفيف شفتيه على وجهي
يلعق النوم مني كما تلعق النحلة رحيق الأزهار
ويضخه عسلا بكلماته اللذيذة

ذوقي محبوبتي
ذوقي صحبتي
جنوني
ذوقي من بين أضلعي ما يخفق بلا شعور
فحين أراكي تصفق أضلعي تحية
وتنحني كريات دمي الحمراء
لتبعثك أوكسجينا عبر الرئة
نحو كل الشرايين والأوردة
أعبريني
لن أكون مضيقا
بل بحرا واسعا يكفي لكل سفنك
الماخرة فيه ذهابا وايابا
ولا تخافي من مثلث برمودا قلبي
سيسلبك القوى في اول قبلة
وستكونين غارقة في غياهبي
حتى اللا نهاية

أأفتح عيناي ؟
؟لا لا تفتحي ..
لازلت أحكيكِ لأطفال دمي
حتى تعشقكي حكاية وتطربك ترنيمة
أغمضي عينيك حتى تبقي في اللاوعي
فلا يبقى الا وعيي انا
تحيين فيه
وتستأنفي تفكيرك ونبضك وحواسك العشر
ألي حواس عشر ؟!!
هن حواسنا المشتركة
"
دقات باب !!
أحاول النهوض فيمسك بي
لا تنهضي
ربما هو شيء مهم .
.لا تنهضي ،، فإني !!
"
نهضت من فراشي
فأنت ماذا ؟!.
وقبل ان أفتح الباب
إلتفت لما حولي حيث تسرب كل الكون الممزوج به
ولم يتبقى الا ...!!
لا شيء!!
لم أفتح الباب
لم أستطع ان أبلغ فاه الدهشة لأغلقه
غاب هو
وعادت لي حواسي الخمس
خمس فقط!!
تقاطرن دمعاتي
لا يلجمهن شيء
يسندني الباب المغلق
و طرقات مستمرة
اللعنة على طرقات الباب !!
"
جريت نحو السرير
ألقيت بفتاتي عليه
أغمضت عيني
أبحث في خارطة اللا وعي عنه
لم أجد تلك الخارطة
بحثت فكان الوعي يسد الأبواب
وكلما وجدت منفذا له
تصدمني لافته مكتوبة بالدموع
توته توته وخلصت الحدوته!!
لا لا
لم تنتهي حكايتي معه
أين انا ؟
في اي زاوية ؟!
اين هو؟
متى يبدأ ارتجالية الحركة
متى يبدأ نص قبلاته المعهودة
وحكايا أنامله التي تكتب على جسدي
في كل سطر ايقونة وله
وفي كل نهاية سطر بداية لعناق مجنون
يسكب دون توقف
"
سأوقظ حواسي
كلهن دالفات الى غير ما أريد أ
ظنها حاسة الشم سترأف بحالي
ستوصلني لرائحئته التي أحب
ستسلك بي عبر الهواء
حتى أصل لقنينات عطره واتمرغ في أحضانه
لم تفلح !!
كلما مسكت خيطه العطري
قطعته روائح الجو المزعجة
أدخنة التبغ في جلود القاطنين قربي
حتى دخان احتراقي له يحرفني عن مسار بحثي عنه
ماتت حواسي بدونك حبيبي
لا عينان تبصرانك
وأنف تشبع برائحة الاحتراق
أذناي تجرحهما طرقات الباب التي لا تتوقف
و يداي ترتجفان من شدة البرد
فبعدك أوصلني لحالة تجمد
وماعدت استطعم شيئا بعدك
ياحواسي المغتربة
مازال قلبي ينبض
يصرخ مستهجنا غربتي فيكي
مستهجنا تخليك عني
أين هو ياحواسي
أعيديني لحكايته
أعيديني بين يديه
قرب انفاسه
يسرج مني ابتسامات وحروف ومواويل
أعيديني لمساحة اللا وعي
فأنا اريد ان اعيشه هو
وعيا وادراكا وحياة
أعيديني قبل أن ينبت جنين قلبي يتيما
ويذبل الريحان الذي غرسه في شعري
حتى ياسميناته المغروسة في جسدي تبكي
وأنا أعاقر النوم دون فائدة
فلا الوعي أثملني
ولا هو ظهر بين تلابيب الخيال
ليركنني في وعيه
ويسردني قصة ورواية
أين أنت
أريدك هنا؟!
اتسمعني أناشدك
اقفل مساحات اللاوعي
وكن انت الوعي والادراك
كن الحقيقة والخيال
كن انت حين تكون عيناي مفتوحة او مغلقة
في جوف الظلمة
او على وجه النور ترتسم وترى
كن انت طارق الباب
لأنهض من اللاوعي
واستقبلك بوعيي
كن انت كل شيء حولي
فأنا ..
أحبك بجنون
"
"

16 التعليقات:

حَافِـيَةُ الَقَدمَيّـنْ ولِبَاسِي المَطـرْ 26 سبتمبر 2009 في 3:52 م  

وجَعُ الأحلامِ يَقتلنا إلى حينَ الهبوط
كَمْ نتألم ؟
بعددِ الثَواني مع نبضاتِ القلبْ
جميلة معانيكِ جميلتي
لكِ لُغةً تغتالينَ منا الأحرف
حينَ نوصفُ الجمال
لكِ ودي وشكري :*

الزين 26 سبتمبر 2009 في 4:19 م  

انا لا استسيغ البوستات ذات السرد المطول

ولكن مع سطورك لم اشعر بالإطاله


كنت هديتي اليوم عندما قرأت لك

شكرا على عذب الكلام ورقة الإحساس

عقدة المطر 27 سبتمبر 2009 في 11:15 م  

حافية القدمين ,,
رموزي تنشق رغما عنها لتفسح المجال لك .. فمرورك يشبعها فرحا فتثمل ..

شكرا لأنك دائما هنا تبعثين الفرح

عقدة المطر 27 سبتمبر 2009 في 11:17 م  

الروعة في الحضور يكون بالزين .. :)
مودتي لتواجدك .. وانا سعيدة جدا فرغم طول البوست إلا أنه جذب هذه الفراشة الرقيقة لتحط عليه ...


سعيدة بمرورك .. كوني هنا دائما فأثرك يشبه النور

واحة خضراء 28 سبتمبر 2009 في 12:56 ص  

اختطفته يداً مسمومةً لا تعرف القيم معناً ومجالاً لها

يداً قد قُطعت بسهام الحُب عندما جاءت لتكتشف السم وتلفظه

امتلأ كُتلةً من الدِمَاء ليصبح قلباً حياً بمجرى الدم كما كان عاد هو احمرٌ متوقِّد بالحُب

فنظرت اليه وقالت :

سُحقاً لقلوبٌ خاليةٌ من معاني الحُب



الحُب عنوان // يستطيع ان يُحقِّقهُ كل انسان // وفق شروطٍ يجب ان يتقنها


عقدة المـطر ... همسٌ رومانسي

غير معرف 28 سبتمبر 2009 في 8:00 ص  

أجدتي في طول الوجد يا سيدتي..
ممتعه جدا ...

غير معرف 28 سبتمبر 2009 في 12:12 م  

مقطوعة جميلة جدا ياعقدة المطر

شكرا لك

عقدة المطر 28 سبتمبر 2009 في 7:53 م  

المكتسي بالبياض مهدي ،،

من الحب وإلى الحب هو هذا القلب تميته أوجاع الحب ويتنفس به ويحيا ،،
فراق يمزقه ولقاء ينعشه لكنه مازال يرتقب الحب ويختنق في غيابه ..
كثيرون يستطيعون تعلم الحب ويستطيعون اتقانه فقط فلينصتوا بشراهة لهمساته اللذيذة ..

الراقي مهدي .. مرحبا بالراوي الجميل ذو الفكر والحس العذب استمتعت برواياتك ..رمال الجدار ورحلة في المساء قرأتهما قبل شهر رمضان استمعت بهما كثيرا
ما أسعدني أن تستفيق حروفي على مرورك العذب ..

عقدة المطر 28 سبتمبر 2009 في 7:55 م  

الخيال الهامس برفق برفق ما أجمل العذوبة حين تنصهر لتكون وردا يفرش لحضورك
الممتع حقا هو وجه حرفك حين يغمس في سطري ..
مودتي لمرورك المحبب

عقدة المطر 28 سبتمبر 2009 في 7:57 م  

لغير المعرف شكري وامتناني للمرور الجميل ..
يزيدني شرفا مروركم ومتابعتكم
مودتي

واحة خضراء 28 سبتمبر 2009 في 9:39 م  

رسمتْ درباً على اغلى لوحةٍ تفرح وتحزن / تضحك وتئن .

هي موسيقى مُدونتكِ التي نقشت قلبي رسوماتٍ تُبهر المنصت لـهَا .

ذوقٌ ترامى مثلَ شبكةٍ من الخُيوط لتصل خيَرهُ الأبيض لواحة خضراء .. لواحة خضراء لينثر عبق ردوده هُنا في احضانه ..

عقدة المطر لطالما رأيت اسم المُدونة بين شتى المدونات ولكن لم يخطر ببالي ان اخترق هذا العالم المليء

مليء بهمسه
بخواطره

باحاسيس
وبمشاعر
الحب


شُكراً بعمق البحار لقراءتُكِ الروايتيين - واتمنى قراءتُكِ لـ خيوط العنكبوت ..

\ / _ _ \ /

ولاء العُريبي 28 سبتمبر 2009 في 10:33 م  

أخذ فكري يسبح في محيطاتكِ الطويلة من اللا وعي
وأقسَم بأن الغرق فيها أجمل من النجاة ..

رائعة بحجم الفضاء ..

Unknown 30 سبتمبر 2009 في 8:57 م  

طَرقاتُ الباب تِلك ما تُثيرُ حنقي ..
أحياناً أتمنى لو أن البابَ جِدارٌ أصم ..
لا يستجيبُ للطرق ..

عقدة مطر ..


مليون تحيه يا غاويه

عقدة المطر 1 أكتوبر 2009 في 4:01 م  

إذا أيها الأخضر واحة الجمال ،،
كانت متابعة لذيذة لخيوط العنكبوت وللرواية الأجمل الواحة الخضراء .. فتواجدي هناك هو بحد ذاته رواية لذيذة ..

شكرا لك من العمق

عقدة المطر 1 أكتوبر 2009 في 4:02 م  

ولاء العريبي ..
وأنا قطرة مطر فتغرق في قطراتي ولاء !!
وكيف إذا بقطرة المطر في بحور ولاء ..
أيتها العذبة أهلا بك ..

عقدة المطر 1 أكتوبر 2009 في 4:04 م  

الغواية نوعان .. وكلاهما طعم يسلب ..
أتدرين أنك أغويتي قلبي بأن يعشقك أكثر

أهلا بك .. ودعي طرقات الباب تموت غيضا =)
محبتي العميقة عزيزتي

إرسال تعليق

رؤية

صورتي
قد لا أرى نفسي جيداً ،، لكنني أحاول الإصغاء قدر الإمكان ..

بياضهم يلملم أنفاسي

كن على علم بكل جديد ، إشترك ..

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner