شمعة الحقيقة وقودها التضحية!!






إيذانا من الحق حث المسير بجواد يعتليه النور براياته الخضر منتصبة في صدر السماء وساما لها
أنوار خطت طريقها نحو السعادة وكإعجاز كوني أحاطت النجوم الشمس وألّفت موكب الآل في مسيرة النصر مسيرة أيام عشرة بين جحافل السيوف وأسنة الرماح هزمتها همهمة ذكر الله التي ماانفكت تترددفي القلوب المضيئة خلفت ورائها واحة خير في كل خطوة , ونصرا بكل قطرة دم طاهرة أريقت على التراب ..


لا عجب أبدا ان التضحية وسيلة من وسائل النصر الحقيقي في أي قضية حقيقية
فالمناظل الحقيقي يعلم كل العلم ان نشر مفهومه ونظريته تكون أكبر ايصالا للقلوب والعقول حين تكون التضحية لأجل هذه القضية أكبر .
فمنذ بداية الخليقة وكانت التضحيات التي يقدمها الانبياء ومن بعدهم الائمة هي تضحيات كبرى
فبقدر القضية تكون التضحية .


أول تضحية كانت تضحية ابنيّ آدم: *{" من يستحق الخلافة من بعد آدم: هل هو قابيل أم هابيل؟
لم تكن الخلافة للأسماء، وإنما جعلت لتجسيد القيم، فمن لديه استعداد ليضحي هو الأولى بخلافة آدم، وبالنبوة والرسالة والقيادة وعمارة الأرض والخلافة والسيادة على الملائكة".
 "وتقديمهما قرباناً يعني التضحية، فقام قابيل وبحث عن أردئ ما عنده ليقدمه قرباناً إلى الله، وبحث هابيل عن أفضل ما يملك وقدمه قرباناً إلى الله، فتُقبل من هابيل لأنه ضحى لله، أما هابيل الذي لم يملك الاستعداد للتضحية لم يتقبل منه، يضحي بما لديه من مال أو أملاك"}.
التضحية الحقيقية لا تكون الا عن ورع وتقوى حقيقي وان تتنصل من كل ما هو سيء ، طهارة المبدأ والنوايا بعيدا عما هو أجوف ومبتذل ..




التضحية الثانية كانت تضحية ابراهيم بابنه اسماعيل: فمن يملك رسالة تكون أول مبادئه ان تصل بحجمها المطلوب وبآفاقها وأسسها ومن اسس الرسالة الالهية الايمان القوي والتقوى والتوكل على الله والرضا بما يشاءه عزوجل والتيقن ان مانبذله مهما كان، هو دعامة أساسية لنشر هذه الرسالة .
كان النبي ابراهيم عليه السلام على وعي كبير حين أيقن بأهمية تضحيته

*{﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
"واستجاب إبراهيم لأمر ربه وقال لابنه لأنها ليست غيلة، لأنني عندي تكليف فهل لديك استعداد أن تتعاون معي وتستجيب _لأمر الله_ أم لا؟" , "والله يعبر في الآية : ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُلأنه ليس أقرب وأعز على الإنسان من ابنه إلا نفسه، فكانت القربان إلى الله".
التضحية الثالثة تضحية إسماعيل : هي التضحية بالنفس: حيث أجاب إسماعيل بقوله لأبيه ﴿ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُما دام أنه أمر الله نعم أضحي ﴿ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ }




التضحية الرابعة هي تضحية الامام علي عليه السلام :
فدى الامام النبي بنفسه ليلة هجرته إلى المدينة المنورة، عندما نام على فراشه بطلب منه معرضاً نفسه للخطر إذ أن المشركين كانوا بباب الدار يريدون الهجوم على الفراش لقتل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإنهاء أمر دعوته .. إن هذه التضحية كبيرة جدا فهو حين ضحى بنفسه لإنقاذ الرسول انما أنقذ البشرية جمعاء فالدين الاسلامي بدأ بتضحية وارتفع بتضحية ونُشر للعالم بتضحيات , بالنفس والأموال والهجرة وتحمل البلاء من قبل الرسول وكل المؤمنين ..






إذا فكيف كانت تضحية الحسين ؟؟
ضحى بأبنائه وعشيرته
ضحى بنفسه
ضحى بسبي نسائه وبناته
ضحى لأجل أن تقام هذه القيم وتردها البشرية تستقي مفاهيمها المجسدة كرسالة عظمى يتلقاها كل انسان ويتخذ منها درسا عظيما ويدرك فيها المعاني السامية (شاء الله أن يراني قتيلاً، وأن يراهن سبايا)".


*{ القيادة الحقيقية هي التي لديها روح التضحية، ليس فقط تضحي بابنها، بل تضحي بنفسها وهذا أكبر تضحية وهذا ما فعله الحسين والذي جسده في عاشوراء هو الذي أسقط دولة بني أمية لأن بعدها الثورات تلتها ثورات، وتضحي بنفسها إلى يومك هذا"}.




يقول الامام علي عليه السلام : كيف نعرف صدق المدّعين إلاّ حينما يُدعون إلى التضحية والفداء؟


إن أدعياء الحق كثيرون، ولكن المستعدين لبذل كل شيء له، هم الصادقون منهم، وهم الأقلون. (فالناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يدورونها ما درت معائشهم فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديانون)، ويبدو أن ذلك من سنة الله في الخلق حتى يميز المجاهدين منهم عن الكاذبين. (احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون؟ ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين).


وهكذا كان الحسين على وتيرة جده وأبوه وأمه وكذلك كان كل الأنبياء والأئمة .
الحسين .. دمه ثورة وتضحية وذاته حق يبصره حتى من أظلمت بصيرته
صدقت سيدي فقد كنت حقا سيد المضحين روحا وجسدا تركت بصمتك في عطشك وجراحاتك رسالة نقشت على رمال كربلاء الى يوم البعث ..
فالسلام عليك يا أبا عبد الله الحسين وعلى جدك وأبيك وأمك وأخيك وعلى التسعة المعصومين من ذريتك وبنيك وعلى أنصارك والمستشهدين بين يديك وعلى شيعتك ومحبيك ،،
رزقنا الله في الدنيا زيارتكم وفي الآخرة شفاعتكم ، بأبي أنت وأمي يا أبا عبد الله لقد عظمت الرزية وجلت المصيبة ، سلام الله عليك مني أبدا ما بقي الليل والنهار،،



ودمتم بألف خير ,,

____________


* سماحة العلامة السيد حسن النمر الصائغ الموسوي .. من خطبة له


4 التعليقات:

Safeed 20 ديسمبر 2009 في 8:28 م  

الحسين عليه السلام عجن من طينة التضحية، طينة تصيغ نفسها كمثال للعالم أجمع، تضحي مفضلة النصر الآجل على النصر العاجل.

نصر يكتبه التاريخ بماء الذهب على مدار القرون، لا نصر تصفه كتب التاريخ بالقهر والغلبة.

هذا النوع من النصر، بحاجة لتضحية فريدة من نوعها، النصر لكي يدوم يجب أن يكون مرتبطا بما هو دائم، والله سبحانه وتعالى هو الدائم الأوحد، ومتى ما ارتبط به عمل الانسان واندك مع اهدافه .. بقي ببقائه ..

أحسنتم

Murtadha Almtawaah 23 ديسمبر 2009 في 1:12 م  

رائع جداً ما كتبتيها يااختاه

يجب ان نتعامل مع قضية الحسين على الصعيد الشخصي، ولكتن نقطة تحول للانسان ضد طغيانه الذاتي

عقدة المطر 24 ديسمبر 2009 في 5:44 م  

صحيح أخي العزيز سفيد ،،، الحسين كان آية من آيات التضحية ...


دمت زائرا تشحذ في نفسي التوق للسمو
مودتي لتواجدك وشكرا

عقدة المطر 24 ديسمبر 2009 في 5:50 م  

أخي العزيز مرتضى نعم لو ان كل إنسان إتخذ القضية الحسينية على الصعيد الشخصي ويلظم نفسه بها فيرتق هفواته وخطاياه ويسمو بنفسه ويرتقي بخلقه .. التطهير الذاتي من أصعب الأمور عزيزي .. أن ترى مساويء نفسك وفجواتها وتحاول التغيير .. نطلب الهداية لنا ولجميع المؤمنين والعون والقوة من الله ..

دمت هنا زائرا لتستبشر بخطواتك مدونتي
دمت بخير ومودتي لتواجدك ..شكرا

إرسال تعليق

رؤية

صورتي
قد لا أرى نفسي جيداً ،، لكنني أحاول الإصغاء قدر الإمكان ..

بياضهم يلملم أنفاسي

كن على علم بكل جديد ، إشترك ..

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner